ما هو Blast: حل Ethereum L2 بملايين الدولارات الذي شاركت Blur في تأسيسه

يشهد قطاع التمويل اللامركزي (DeFi) تطورًا متسارعًا، مع ظهور حلول الطبقة الثانية (L2) التي غيّرت أساليب تفاعل المستخدمين مع تقنية البلوك تشين. وسط هذه الابتكارات، برز Blast L2 بوصفه حلًا فريدًا على شبكة Ethereum يتيح توليد عوائد أصلية لكل من ETH والعملات المستقرة. تقدم هذه المقالة نظرة شاملة على Blast L2، مستعرضةً آلية عمله، وانتشاره، والمخاطر المرتبطة به، وآفاقه المستقبلية ضمن منظومة العملات الرقمية.

ما هو Blast؟

يُعد Blast L2 نقلة نوعية في مجال حلول Ethereum L2، حيث يقدم عوائد أصلية لكل من ETH والعملات المستقرة. تأسس المشروع على يد Tieshun Roquerre، مبتكر سوق NFT الناجح Blur، وجاء بهدف سد فجوة واضحة في حلول الطبقة الثانية: غياب فرص تحقيق العائد للأصول المودعة.

كحل من نوع optimistic rollup، حقق Blast L2 انتشارًا واسعًا منذ انطلاقه. وتتمثل قيمة المنصة الأساسية في قدرتها على توليد العوائد عبر عملتها المستقرة الأصلية USDB، المعتمدة على آلية إعادة توازن تلقائية.

أتى تطوير وإطلاق Blast L2 ليحل مشكلة رئيسية، إذ أن حلول الطبقة الثانية التقليدية عادةً ما تقدم معدلات فائدة صفرية، ما يؤدي إلى تآكل الأصول بفعل التضخم. يستهدف Blast L2 معالجة ذلك عبر تقديم عوائد تنافسية تشجع على الاحتفاظ طويل الأمد وتنفيذ استراتيجيات staking. يتيح نظام المكافآت في المنصة للمستخدمين تحويل مكافآت USDB إلى USDC، ما يمنح المشاركين سيولة ومرونة إضافية.

كيف يعمل Blast؟

يُعد فهم آلية تشغيل Blast L2 ضروريًا لتقييم مصداقيته وإمكاناته. تميّزت المنصة بالشفافية فيما يتعلق بعمليات توليد العائد، مما عزز ثقة مجتمع العملات الرقمية بها. وتتمثل آلية العمل في عدة خطوات مترابطة تحول ودائع المستخدمين إلى أصول مُنتجة للعوائد.

عند إيداع المستخدمين أصولًا مثل ETH وstETH وDAI وUSDC وUSDT، تطبق المنصة عملية تحويل منهجية حيث يتم تحويل ودائع USDT إلى DAI عبر تجمعات السيولة، بينما يتم تحويل ودائع USDC إلى DAI عبر بنية DeFi معتمدة.

تستند إستراتيجية توليد العائد في Blast L2 إلى آليتين رئيسيتين. بالنسبة لودائع ETH، تساهم المنصة في عمليات staking الأصلية عبر بروتوكولات staking السائلة، حيث تتحول الأصول إلى stETH وتبدأ في توليد العائد. ويستفيد هذا النهج من البنية التحتية القائمة مع الحفاظ على آلية إعادة التوازن التلقائي التي تحمي حاملي الأصول من التضخم.

أما في حالة ودائع العملات المستقرة، فيعتمد Blast L2 على بروتوكولات سندات الخزانة على السلسلة، وخاصة عقود معدل الادخار للعملات المستقرة، والتي توفر عوائد يتم توزيعها على المستخدمين عبر USDB، العملة المستقرة الأصلية التي تضمن استقرار السعر وتقديم عائد منتظم.

خلال فترة الوصول المبكر، تم تنظيم المشاركة عبر نظام رموز الدعوة، ما خلق تجربة تفاعلية تنافسية تجمع فيها المستخدمون نقاط Blast بناءً على حجم الإيداعات ونشاط الإحالة، لتأسيس قاعدة توزيع المكافآت المستقبلية وتعزيز تفاعل المجتمع.

لماذا يحظى Blast بشعبية واسعة؟ عوامل الجذب لعوائد Blast وقوة العلامة

برز صعود Blast L2 في منظومة DeFi نتيجة عدة عوامل قوية أثارت اهتمام خبراء العملات الرقمية والساعين للعائد؛ إذ تساهم هذه العناصر في تكوين سردية جاذبة تدفع لاعتماد المنصة وتوسيع المشاركة.

يتمثل الجذب الأساسي في العائد الذي يقدمه Blast L2 على ودائع ETH والعملات المستقرة. ففي ظل حلول الطبقة الثانية الحالية التي توفر معدلات فائدة صفرية وتتسبب بتآكل الأصول بفعل التضخم، يطرح Blast L2 خيارًا جذابًا وحقيقيًا. ويحل وعد توليد العائد المدعوم بمكافآت Blast الإضافية مشكلة رئيسية لحاملي الأصول طويل الأجل الباحثين عن دخل سلبي آمن وسهل الوصول.

الارتباط بمنصة Blur ومؤسسها Tieshun Roquerre خلق حالة FOMO (الخوف من فقدان الفرصة) في المجتمع؛ إذ أن نجاح Blur في تغيير مشهد سوق NFT، خاصة في منافستها مع منصات راسخة، عزز مصداقية Roquerre كمبتكر. ويشجع هذا السجل خبراء العملات الرقمية على توقع نجاح Blast L2، معتبرين أنه قد يعيد تجربة Blur في تغيير السوق.

ودعم شركات رأس المال الاستثماري المرموقة أضاف طبقة جديدة من الشرعية؛ إذ شاركت شركات استثمار كبرى في جولات تمويل ضخمة، ما منح Blast L2 ثقة إضافية من قادة الصناعة المعروفين باستراتيجياتهم الاستثمارية الانتقائية. يمنح هذا الدعم المؤسسي المستثمرين الأفراد شعورًا بالاطمئنان، إذ يعتبرون أن هذا الدعم دليل على صحة نموذج الأعمال وآفاق المشروع.

كما أسهمت الشفافية في زيادة شعبية Blast L2؛ فعلى خلاف العديد من مشاريع DeFi التي تبهم آلياتها التشغيلية، اتسم Blast L2 بالوضوح بشأن إدارة الودائع، واستراتيجيات staking، وجداول إطلاق الشبكة الرئيسية، وآليات توزيع المكافآت. وقد عزز هذا الانفتاح الثقة بين المستخدمين المحتملين، بعكس المشاريع المشكوك فيها التي تعد بعوائد غير مستدامة دون تواصل فعّال.

ما هي مخاطر الإيداع على Blast؟

رغم المزايا الجاذبة والشعبية المتنامية، يحمل Blast L2 عدة مخاطر تتطلب دراسة دقيقة قبل الإيداع. وتشمل المخاوف ثغرات أمنية ومشكلات هيكلية قد تؤثر على عائد المستخدم وسلامة الأصول.

أثار الهيكل الأمني في Blast L2 تساؤلات بين أعضاء المجتمع المهتمين بالحماية، إذ تُدار العقود الذكية للمنصة عبر محافظ متعددة التوقيع (multisig)، وكشفت تحقيقات متخصصة عن جوانب تشغيلية تستحق التدقيق. رغم أن بعض المستخدمين يعتبرون هذه الهياكل معيارية، إلا أن هذه المخاوف تثير تساؤلات مشروعة حول الأمان التشغيلي، خاصة في ظل تطور أمان البلوك تشين.

كما يطرح نظام توزيع المكافآت مجالًا آخر للتقييم، إذ أن فترة الوصول المبكر اعتمدت آليات إيداع تتطلب حجز الأموال لفترات محددة، وكان الالتزام يتم بناءً على وعود بمكافآت مستقبلية في صورة نقاط منصة L2. وقد أثارت هذه التركيبة نقاشًا حول السيولة واستراتيجيات الخروج.

وجذب نظام لوحة الصدارة وآليات المكافآت انتقادات لميله لمنهج الإحالات؛ إذ يشجع النظام المستخدمين الحاليين على استقطاب مشاركين جدد وتكوين مجموعات تزيد من فرص المكافآت وتجميع نقاط Blast. يحصل المستخدمون على فرص دورية للحصول على نقاط إضافية وفقًا لمعايير محددة. ويخلق الهيكل الأساسي—حيث تؤدي ودائع المجموعات الأكبر إلى المزيد من دعوات المشاركة، ما ينتج مضاعفات ونقاط أكثر—ديناميكيات يستفيد منها المشاركون الأوائل. وقد أثار المنتقدون تساؤلات حول استدامة مستويات TVL دون استمرار الحوافز والمكافآت.

مستقبل Blast L2: ما الذي ينتظر المستخدمين؟

يواصل Blast L2 تطوره بعد إطلاق الشبكة الرئيسية وبلوغ مراحل توزيع المكافآت، وقد وضعت قيادة المشروع أهدافًا طموحة قد ترسم مسار المنصة مستقبلاً ضمن قطاع العملات الرقمية.

يرى Roquerre أن Blast L2 يشكل عنصرًا تكميليًا لمنظومة Blur، ما يشير إلى تكامل عميق بين المنصتين. ويهدف حل الطبقة الثانية إلى تحقيق عدة أهداف: منع تآكل الأصول عبر العائد الأصلي، تقليل تكاليف العمليات المتعلقة بـ NFT، وإدخال عقود NFT دائمة. تعكس هذه الأهداف رؤية شاملة لخلق قيمة عبر شرائح المستخدمين المختلفة وحالات الاستخدام.

طموحات المنصة تتجاوز خدمة Blur فقط؛ إذ يتصور Roquerre أن Blast L2 سيفتح إمكانات الاقتصاد على السلسلة عبر تقديم فرص عائد أصلية على مستوى البنية التحتية، ويمكن أن تستفيد منه تطبيقات متنوعة مثل الأسواق الدائمة، منصات التداول، بروتوكولات الإقراض، منصات NFT، وتطبيقات SocialFi. بدمج توليد العائد في طبقة L2، يمكن لـ Blast L2 تغيير طريقة بناء النماذج الاقتصادية وحوافز المستخدمين في التطبيقات اللامركزية.

ويقدم التكامل بين Blur وBlast L2 فرصًا واعدة، فقد أعلنت Blur عن خطط لاختبار ونشر تطبيقات L2 الخاصة بها عبر Blast L2، ما قد يخلق منظومة متكاملة تستفيد من نقاط القوة في كلا النظامين. وما إذا كان هذا التكامل سيقود إلى منظومة مزدهرة قادرة على منافسة اللاعبين الكبار يبقى قيد المراقبة، لكن إمكانيات الابتكار تبقى كبيرة.

هل يجب عليك الإيداع في Blast؟

يتوقف قرار الإيداع في Blast L2 على مدى تحمل المخاطر، الأهداف الاستثمارية، وتقييم المستخدم لإمكانات المنصة مقابل مخاطرها. لا توجد توصية واحدة تناسب الجميع، إذ تختلف ظروف وأولويات كل مستثمر.

لمن يثقون في رؤية Roquerre وسجله، يمثل Blast L2 فرصة واعدة. نجاح المؤسس مع Blur يثبت قدرته على تغيير السوق وبناء منصات مستدامة، وقد يستفيد المشاركون الأوائل من مكافآت نقاط Blast ونمو المنصة. إذا نفذت Blast L2 خارطة الطريق بنجاح، فقد يحقق المودعون الأوائل عوائد كبيرة.

ومع ذلك، توجد مخاوف مشروعة يجب أن يدرسها المستثمرون بحذر، منها هيكل الاستقطاب، استدامة المكافآت المستقبلية، واعتبارات الأمان في تشغيل العقود الذكية. يرى بعض المراقبين أن Blast L2 ركز على بناء الزخم قبل استكمال البنية التحتية بالكامل.

ينبغي على المستخدمين المحتملين إجراء دراسة متعمقة تشمل مراجعة تدقيق العقود الذكية، فهم آليات الإيداع، تقييم شفافية الفريق، ودراسة ما إذا كانت العوائد الموعودة تبرر المخاطر المرتبطة. ويظل التنويع مبدأ أساسيًا—يُنصح بتخصيص الأموال التي يمكن تحملها فقط وفقًا لمتطلبات الحجز والمخاطر المحتملة في حال ظهور مشكلات.

الخلاصة

يُمثل Blast L2 تجربة جريئة في قطاع حلول Ethereum L2، إذ يسعى لمعالجة مشكلة توليد العائد التي تواجه الحلول الحالية. ويُظهر نمو المنصة وزيادة TVL في السوق وجود اهتمام كبير بالبنية التحتية المُنتجة للعوائد. وتمنح شفافية التشغيل، الدعم المؤسسي القوي، وسجل Roquerre عنصر جذب كبير للمشاركين المحتملين.

ومع ذلك، يبرز عدد من الاعتبارات التي يجب عدم تجاهلها، مثل الجوانب الأمنية المتعلقة بالعقود الذكية، هيكل الإيداع، والآليات المرتبطة بنظام الإحالة، وجميعها تتطلب تقييمًا دقيقًا. لا تزال استدامة العائدات الموعودة وتحقيق الأهداف الطموحة للمنظومة قيد التطور.

مع استمرار تطوير Blast L2 ومتابعة مجتمع العملات الرقمية لمساره، تبقى المنصة في مرحلة مفصلية. سواء استطاعت فرض نفسها كقائد في قطاع L2 أو قدمت دروسًا في تطوير المنصات سيتوقف على التنفيذ، الأمان، ونجاح الفريق في تحقيق الرؤية. حاليًا، يبقى Blast L2 خيارًا يجب على كل مستخدم تقييمه وفقًا لظروفه ومدى تحمله للمخاطر. وسيكون مسار المنصة حاسمًا في تحديد ما إذا كان زخم Blast L2 سيقود إلى نجاح مستدام وابتكار مؤثر في قطاع التمويل اللامركزي.

الأسئلة الشائعة

ما هو Blast L2؟

Blast L2 هو حل توسعة متقدم للطبقة الثانية على شبكة Ethereum، صُمم لتعزيز سرعة المعاملات وتقليل التكاليف مع ضمان الأمان. يهدف إلى معالجة مشاكل قابلية التوسع في الشبكة الأساسية لـ Ethereum.

ما هو العائد في Blast L2؟

يقدم Blast L2 عائدًا أصليًا: 4% لـ ETH و5% للعملات المستقرة. هذه النسب مدمجة في الشبكة، ما يجعله فريدًا بين حلول Ethereum L2.

ما معنى L2 في البلوك تشين؟

L2 تعني طبقة ثانوية فوق شبكة البلوك تشين، وتهدف إلى تعزيز سرعة المعاملات وخفض التكاليف. تعمل على تحسين قابلية التوسع عبر تجميع المعاملات وإرسالها للسلسلة الرئيسية.

ما هي L1 وL2؟

L1 هي الشبكات الأساسية للبلوك تشين التي تدير المعاملات مباشرة على السلسلة. أما L2 فهي امتدادات مبنية على L1 لتحسين قابلية التوسع وخفض التكاليف.