في اليوم اللي انفجرت فيه الحساب، ما بقي غير 900 دولار. كل اللي حولي كانوا يظنون إني انتهيت، لكني بالعكس هديت أعصابي واعتبرت الـ900 دولار هذي آخر فرصة لي—قسمتها ثلاث أجزاء، كل جزء 300 دولار. إذا خلصت واحدة، أروح للثانية.

حطيت أربع قواعد صارمة جنب الشاشة:
الأولوية للعملات الرئيسية. وقف الخسارة محدد بـ2%، وجني الأرباح عند 5%. إذا ربحت، أزيد حجم الصفقة، لكن رأس المال لازم أسحبه برا. وأهم قاعدة—ما أسمع للأخبار، بس أتابع الكي لاين (K-line) والتحليل الفني.

أول عشرة أيام كانت كأني أشتغل شغل يدوي. كل يوم صفقة وحدة، من 900 إلى 940، بعدين صعدت إلى 1000. ببطء يرفع الضغط، لكن ثابت بشكل غريب. وقتها بعض الناس سخروا من حذري، لكني استمريت أقسم الأرباح، وحولت الثلاث فرص إلى أربع.

في الأسبوع الثالث، كان فيه ضخ سيولة مستمر على ETH في الفاصل الزمني الأربع ساعات. جلست أراقب يومين كاملين، ولما تأكدت أن السيولة ما خفت، دخلت بـ300 دولار من الأرباح. ونفس القاعدة: وقف خسارة 2%، وجني أرباح رفعته هالمرة إلى 10%.

بعد ثلاثة أيام، الحساب وصل 1500 دولار. أول ردة فعل لي ما كانت فرحة، بل سحبت الـ900 دولار الأصلية فوراً. وكتبت لنفسي: الباقي هذا ربح رجع لي الفرصة، وإذا خسرته ما في خسارة حقيقية.

بعد ما أمنت رأس المال، صرت أكثر حرص. قسمت الـ1500 دولار إلى ثلاث أقسام: قسم للتداول السريع، قسم ينتظر فرصة التصحيح، وقسم للتجارب والمحاولة.

الأربعة أسابيع اللي بعدها جا السوق معي: BTC مشاعرها ارتفعت، SOL كمل شموع خضراء، وتوقعات ETF زادت الحماس. لكنني ما دخلت إلا في الفرص المضمونة. وكل ما ربحت، قسمت الأرباح أكثر وأكثر، كأني أبني طريق حجر فوق حجر.

لما الحساب تجاوز 5000 دولار، حطيت لنفسي خط أحمر جديد: أقصى تراجع يومي 4%، إذا وصلته أقلل حجم الصفقات فوراً. وقتها السوق كان متقلب، وانضربت وقف الخسارة مرتين، لكن كل مرة حافظت على الرصيد. والأرباح اللي بقت كملت تتراكم.

يوم كسرت حاجز 10,000 دولار، اشتريت لنفسي كيبورد جديد بالـ900 دولار اللي سحبتها في البداية. حسيت إنها أول مرة أكافئ نفسي.

من 10,000 إلى 60,000 دولار، كان سر النجاح في ثمان كلمات: جرب بحجم صغير، وانتظر الفرص بالحجم الكبير، إذا غلطت أخرج بسرعة، وإذا ثبتت عززت الصفقة.

ومن 60,000 إلى 120,000 دولار، كان كل التركيز على ضبط الإيقاع: أربع ساعات لرؤية الاتجاه العام، خمس عشرة دقيقة لتحديد النقطة، وخمس دقائق لإشارة التأكيد.

في ليلة 9 أبريل، الحساب توقف عند 128,000 دولار. صورت الشاشة، وأرسلت الصورة لنفسي فقط.

ثلاث قواعد قلبت حياتي في التداول:

أولاً، كل صفقة خسارتها ما تتجاوز 1.5% من إجمالي رأس المال، وزيادة حجم الصفقة الرابحة ما تتعدى ثلث الربح السابق.

ثانياً، ما أدخل إلا إذا كان هناك اختراق قوي وحركة متوافقة للعملات الرئيسية، وباقي الوقت أريح من السوق.

ثالثاً، الفاصل الزمني الصغير للحكم على القوة، والفاصل الكبير لتحديد الاتجاه. التوقيت أهم من التوقع دائماً.

أنا ما كنت محظوظ. لكن من بعد الانفجار الأول، ما عدت أجرؤ أستهتر بعد اليوم.