القانون الأمريكي الجديد الذي تم تمريره مؤخراً والمعروف باسم قانون GENIUS، يُعتبر بمثابة "هوية قانونية" للعملات المستقرة. لكن هل تعتقد أن وول ستريت ستحتفل بهذا؟ في الواقع، البنوك الكبرى كانت هادئة جداً، حيث قام محللو JPMorgan وDeutsche Bank وGoldman Sachs بتبريد الحماس مباشرة: لا تتسرعوا في القول إنه "مغير قواعد اللعبة".

أولاً، من أين يأتي المال؟ صندوق العملات المستقرة، ببساطة، يتكون من صناديق أسواق المال، الودائع البنكية، النقد، وأيضاً الدولارات التي تتحرك في الخارج. المشكلة أن قانون GENIUS ينص بوضوح على أن العملات المستقرة لا يمكن أن تدفع فوائد. إذن، لماذا تنتقل الأموال الحساسة للعائدات من حسابات التوفير أو صناديق السوق النقدي؟ لا يوجد سبب منطقي لذلك.

لذا حتى لو كبر حجم سوق العملات المستقرة، قد يكون الطلب على سندات الخزانة الأمريكية قصيرة الأجل مجرد تغيير في هوية الحاملين، وليس بالضرورة دخول مشترين جدد فعليين.

الأكثر تعقيداً هو رد فعل الاحتياطي الفيدرالي نفسه. إذا تم احتساب الدولارات المرتبطة بالعملات المستقرة كخصوم على ميزانية الاحتياطي الفيدرالي، فقد يقوم البنك المركزي بتقليص أصوله من سندات الخزانة بالمقابل. بهذه الطريقة، يتم تعويض جزء من الزيادة في الطلب التي قد تجلبها العملات المستقرة.

وعلى نطاق أوسع، بلغ الدين الفيدرالي الأمريكي الآن أكثر من 36 تريليون دولار، ومن المتوقع أن يزداد بـ22 تريليون أخرى خلال العقد المقبل. في ظل هذا الضغط المالي الكبير، الاعتماد على العملات المستقرة كمنقذ يبدو ساذجاً بعض الشيء.

في النهاية، التشريع فعلاً يفتح المجال لمزيد من التوقعات في السوق، لكن لا تبالغ في تقدير تأثيره الفعلي. هل سيزداد الطلب على الدولار؟ هل سندات الخزانة الأمريكية ستشهد مشترين جدد؟ من المبكر جداً الجزم بذلك. الأفضل التريث وعدم التسرع.