هل تتذكر ذلك الـLUNA الذي جعل الكثيرين يثرون بين ليلة وضحاها؟ الآن مؤسسه تشون داو هينج، حُكم عليه بالسجن 15 سنة في المحكمة الأمريكية.

هذا الخريج من جامعة ستانفورد، دمر إمبراطورية التشفير التي بناها بيده قبل عامين. في مايو 2022، انفصلت عملة UST المستقرة فجأة عن الربط، وانخفض سعر عملة LUNA من مئات الدولارات إلى قرب الصفر. خلال أيام قليلة، اختفى أكثر من 40 مليار دولار من المستثمرين حول العالم — بعضهم تم تصفية حساباته وقفز من النوافذ، وآخرون أفلسوا تمامًا، وعمومًا دخلت سوق التشفير في حالة من الذعر.

والسخرية الأكبر أن هذه الكارثة لم تكن مجرد تقلبات سوقية بسيطة. كشفت التحقيقات أن تشون داو هينج كان يعلن أن عملة UST تحافظ على استقرار سعرها تلقائيًا بواسطة خوارزمية، وفي الوقت ذاته كان يوجه المتداولين للتلاعب بالسوق سرًا. كان يلفق الأكاذيب باستخدام مصطلحات تقنية فاخرة، لجذب المستثمرين الأفراد والمؤسسات للاستثمار بشكل مستمر. وعندما انفجرت الفقاعة، حاول هذا "عبقري العملات الرقمية" التسلل إلى دبي عبر جواز سفر مزور، لكنه تم القبض عليه في المطار.

رغم أن مدة السجن 15 سنة لم تصل إلى الحد الأقصى، إلا أن هذا المصير كافٍ ليكون عبرة. تلك الأساطير التي كانت تُروّج عن "خلق الثروات" على مدى سنوات، كانت في النهاية فقاعات دموية تراكمت على حساب أموال حقيقية. سوق التشفير مليء بالفرص، لكن الاحتفالات بدون رقابة غالبًا ما تنتهي بمآسٍ.

بالنسبة للمستثمرين العاديين، فإن الدرس من هذه القصة بسيط: لا تنخدع بالمظاهر اللامعة للشهادات أو العروض التقديمية الجميلة، ولا تتوقع أن الثروة تأتي بدون جهد. السوق محفوف بالمخاطر، والدخول فيه يتطلب الحذر — على الرغم من أن هذا القول قديم، إلا أن كلماته صادقة جدًا.