سنرى النتائج الأسبوع القادم! مراجعة حاسمة لمشروع قانون "قانون الابتكار المالي المسؤول" في الكونغرس الأمريكي قادمة

كشفت سيناتورة ولاية وايومنغ سينثيا لوميس في قمة سياسة جمعية البلوكشين أن جلسة الاستماع لمناقشة مشروع قانون “الابتكار المالي المسؤول” في الكونغرس الأمريكي من المتوقع أن تُعقد الأسبوع المقبل. وأشارت إلى أن الهدف هو مشاركة النسخة النهائية لمسودة القانون بحلول نهاية هذا الأسبوع ليتمكن العاملون في القطاع وأعضاء الحزبين من مراجعتها، تمهيداً لمناقشتها الأسبوع المقبل. سيمنح هذا القانون لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) صلاحيات أوسع في تنظيم الأصول الرقمية، مما يمثل تحولاً كبيراً في الصلاحيات التنظيمية بعيداً عن لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC).

الفريق يعمل بأقصى طاقته… لوميس تحدد نهاية الأسبوع كموعد نهائي

(المصدر: Blockchain Association)

قالت لوميس خلال قمة سياسة جمعية البلوكشين في 9 ديسمبر: “موظفونا منهكون تماماً”، في إشارة إلى حالة العمل في فريقها وفريق السيناتورة كيرستن جيليبراند. تكشف هذه العبارة عن شدة الصراع حول مشروع قانون “الابتكار المالي المسؤول” في الكونغرس الأمريكي. وأوضحت لوميس أن قطاع العملات المشفرة “بدأ يشعر بالقلق” من تقدم القانون، وخلال النقاشات بين الحزبين “تحدث تغييرات كبيرة على المسودة كل بضعة أيام”.

تعكس هذه التعديلات المتكررة أن مشروع القانون في مرحلة التفاوض النهائية الحاسمة. وكشفت لوميس: “هدفي هو مشاركة مسودة بنهاية هذا الأسبوع، وهي أفضل ما توصلنا إليه حتى الآن، ليتمكن العاملون في القطاع من مراجعتها، وأعضاء الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ثم تتم مناقشتها الأسبوع المقبل”. يشير هذا الجدول الزمني إلى أن الوقت المتاح للأطراف لتقييم المسودة وتقديم الملاحظات سيكون محدوداً للغاية.

وأضافت لوميس: “أعتقد أن أفضل ما يمكن فعله الآن هو طرح المنتج الأسبوع المقبل، ثم مناقشة السعر، ومنح الجميع فرصة للراحة خلال عطلة عيد الميلاد”. تعكس هذه العبارة مدى الإلحاح في دفع مشروع القانون، كما تكشف إصرار الفريق على إنهاء الخطوات الأساسية قبل نهاية العام. جلسة الاستماع تعني أن المشرعين يناقشون التعديلات والملاحظات على المشروع قبل طرحه للتصويت في مجلس الشيوخ، وهو جزء أساسي من العملية التشريعية.

ومع ذلك، حتى لو سارت المناقشات بسلاسة، فإن نجاح خطة الجمهوريين ليس مضموناً. وحتى مع بدء أعضاء مجلس الشيوخ المناقشة، قد تظهر عوائق أخرى — مثل المقاومة الحزبية — قد تؤدي إلى إطالة أمد التصويت. وهذا يعني أن مناقشات الأسبوع المقبل ليست سوى خطوة واحدة في عملية تشريعية طويلة وليست النهاية.

لماذا تأخر القانون نصف عام منذ موافقة مجلس النواب في يوليو وحتى الآن؟

رغم أن لجنة البنوك طرحت مسودة مناقشة لمشروع قانون هيكل السوق بعد إقرار “قانون شفافية أسواق الأصول الرقمية” في مجلس النواب الأمريكي في يوليو، إلا أن تقدم “قانون الابتكار المالي المسؤول” في الكونغرس الأمريكي كان بطيئاً. يعود هذا التأخير إلى تداخل عدة عوامل.

الأول هو أطول فترة توقف حكومي في تاريخ الولايات المتحدة، حيث توقفت العديد من الأعمال التشريعية، واضطر النواب وموظفوهم للتركيز على أزمة الميزانية بدلاً من التشريعات المعتادة. ثانياً، هناك معارضة بعض النواب لبنود التمويل اللامركزي (DeFi) في القانون. فقد ظلت تنظيمات DeFi مثار جدل دائم، إذ يصعب تطبيق الأطر التنظيمية المالية التقليدية على أنظمة لا مركزية بدون وسطاء أو قوانين مكتوبة بالكود، ويبقى تحقيق التوازن بين حماية المستثمرين وتعزيز الابتكار محور نقاش حاد بين أعضاء الحزبين.

وبحسب تقرير Politico يوم الاثنين، لا تزال المفاوضات بين الحزبين حول هيكل السوق قائمة، مع خطة لمناقشته في ديسمبر. وكانت لوميس قد توقعت في سبتمبر أن يتم توقيع القانون ليصبح نافذاً في 2026. ويظهر هذا الجدول الزمني أنه حتى إذا سارت مناقشات الأسبوع المقبل بسلاسة، فإن الأمر سيستغرق عدة أشهر من المناقشة حتى التصويت النهائي ثم توقيع الرئيس.

هذا التأخير ليس سلبياً بالكامل. فالتعديلات المتكررة والمفاوضات بين الحزبين، رغم أنها تستغرق وقتاً، تضمن أن يأخذ القانون في الاعتبار مصالح جميع الأطراف بشكل أفضل. فقد عبّر قطاع العملات المشفرة والمؤسسات المالية التقليدية وجماعات حماية المستهلك وأعضاء من مختلف الانتماءات السياسية عن مطالبهم، ما يجعل النسخة النهائية للقانون نظرياً أكثر توازناً وقابلية للتطبيق.

ثلاثة تأثيرات رئيسية على صناعة العملات المشفرة بعد إقرار القانون

رغم أن القانون لم يُقر بعد من لجنة البنوك بمجلس الشيوخ الأمريكي أو لجنة الزراعة بمجلس الشيوخ، إلا أن العديد من العاملين في قطاع العملات المشفرة يدعمون جهود الكونغرس لدفع التشريع، مشيرين إلى أنه سيجلب وضوحاً وفوائد للسوق. وقال بول جريوال، كبير المسؤولين القانونيين في أكبر بورصة عملات مشفرة متوافقة في أمريكا، يوم الأربعاء: “بمجرد أن يقر الكونغرس قانون هيكل السوق، وتحت قيادة رئيس SEC بول أتكينز، ستتحول المزيد من الأنشطة المالية إلى السلاسل. يجب على قادتنا التوصل إلى اتفاق سريع حول التفاصيل النهائية للقانون”.

ما التغيرات التي سيجلبها “قانون الابتكار المالي المسؤول”؟

إعادة توزيع الصلاحيات التنظيمية: ستمنح لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) صلاحيات تنظيمية أوسع للأصول الرقمية، مما سيغير الوضع الحالي الذي تهيمن عليه لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC)، ويعني أن المزيد من الأصول الرقمية قد تُصنف كسلع وليس أوراقاً مالية، لتخضع لإطار تنظيم أكثر مرونة.

رفع شفافية السوق: يفرض القانون على منصات الأصول الرقمية الالتزام بمتطلبات إفصاح أكثر صرامة، ليحصل المستثمرون على معلومات أكثر اكتمالاً، ما يساعد في الحد من الاحتيال والتلاعب في السوق.

تسريع دخول الأموال المؤسسية: سيزيل الإطار التنظيمي الواضح المخاوف بشأن الامتثال لدى المستثمرين المؤسسيين، ما يتيح للبنوك في وول ستريت وشركات إدارة الأصول تقديم خدمات الأصول الرقمية بثقة أكبر.

استحواذ CFTC سينهي عصر تنفيذ SEC الصارم في قطاع العملات المشفرة

رغم أن النسخة النهائية من مشروع القانون التي يناقشها مجلس الشيوخ الأمريكي لم تُعلن حتى لحظة كتابة هذا التقرير، إلا أن المسودة السابقة أظهرت أن القانون سيمنح لجنة تداول السلع الآجلة (CFTC) صلاحيات تنظيمية أوسع للأصول الرقمية. ويمثل ذلك تغييراً كبيراً في هيكل الصلاحيات التنظيمية والتنفيذية التي ظلت بيد لجنة الأوراق المالية والبورصات (SEC) حتى الآن.

هذا التحول في الصلاحيات له دلالات عميقة. ففي عهد رئيس SEC السابق جاري جينسلر، اعتمدت اللجنة نهجاً صارماً في تنفيذ القوانين على قطاع العملات المشفرة، ورفعت دعاوى أو هددت باتخاذ إجراءات ضد أكبر بورصة عملات مشفرة متوافقة في أمريكا، وشركات كبرى مثل Ripple Labs. كان جينسلر يؤكد أن معظم الأصول الرقمية تعتبر أوراقاً مالية ويجب أن تخضع لرقابة SEC. لكن هذا الموقف قوبل بمعارضة شديدة من القطاع وبعض النواب، الذين يرون أن العديد من الأصول الرقمية أقرب للسلع منها للأوراق المالية.

إذا تم تمرير “قانون الابتكار المالي المسؤول”، فسيتحول التركيز التنظيمي إلى CFTC. إذ تتولى اللجنة تقليدياً تنظيم أسواق العقود الآجلة والخيارات والمشتقات، وتتسم فلسفتها التنظيمية بالمرونة والتركيز على كفاءة السوق أكثر من حماية المستثمرين. هذا التحول قد يوفر بيئة تنظيمية أكثر ملاءمة لقطاع العملات المشفرة، لكنه يثير أيضاً مخاوف بشأن ضعف حماية المستهلك.